آلاف المـ ـرشـ ـديين يعتـ ـصمـ ـون احتـ ـجـ ـاجاً على “اعتـ ـداء طـ ـائـ ـفي” طـ ـال أبناءهم
مطالب بضمانات دستورية لحماية الحقوق الدينية والاجتماعية

شهدت بلدتا الغسانية والعقربية في ريف القصير غربي حمص، يومي السبت والأحد، اعتـ ـصـ ـامين حاشـ ـديـ ـن شارك فيهما آلاف من أبناء الطـ ـائـ ـفة المـ ـرشـدية، احتـ ـجاجـ ـاً على “اعتـ ـداء طـ ـائـ ـفي وإهـ ـانة ديـ ـنـ ـية” ارتـ ـكبتـ ـها دوريـ ـة تابـ ـعة للأمـ ـن العام بحق عدد من شبّان الطـ ـائـ ـفة.
وبحسب شهادات الأهالي، وقع الحادث في قرية السوادية، حيث احتجزت دورية أمنية ثمانية شبّان من أبناء البلدتين، وانهالت عليهم بالضرب والإهانات اللفظية، التي تضمنت شتائم مباشرة لمعتقداتهم الدينية.
وأكد أحد الشبان أن عنصرًا في الدورية هدّده بـ”الذبح” إن لم يردد كلمة “آمين” بعد تلفظه بعبارات مسيئة للطائفة، وهو ما رفضه الشاب.
وروى الشبان أن التهديدات استمرت إلى أن تدخّل أحد الشيوخ المرافقين للحملة الأمنية، وطلب الإفراج عنهم، مشيرًا إلى أن لا علاقة لهم بالشخص المطلوب في المهمة.
الحادثة أثارت غضبًا واسعًا داخل الطائفة المرشدية، التي خرج أبناؤها في البلدتين باعتصامين سلميّين، رفعوا خلالهما شعارات منددة بالاعتداء، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عنه.
وأتت هذه الواقعة في سياق سلسلة من الانتهاكات التي طالت الطائفة منذ كانون الأول 2024، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 60 مدنيًا وإصابة العشرات، وفق مصادر محلية.
وفي محاولة لاحتواء الغضب، زار عدد من المسؤولين الأمنيين والإداريين مواقع الاعتصام، حيث استمعوا إلى مطالب المحتجّين وتعهدوا بفتح تحقيق فوري وشفاف، ومحاسبة المتورطين دون تأخير.
وتُعدّ الطائفة المرشدية من الأقليات الدينية في سوريا، ويقدّر عدد أتباعها بعشرات الآلاف، يتركزون في مناطق من حمص وحماة واللاذقية، وتطالب مكوّناتها منذ سنوات بضمانات دستورية لحماية حقوقهم الدينية والاجتماعية.