محاولات لجـ ـر أهالي عفرين نحو صفوف الأمـ ـن العام بتخـ ـطيط تركي ومشاركة من ENKS

محاولة لاستثمار مأساة العفرينيين لتعزيز مواقف عسكرية وسياسية تخدم تركيا

كشفت مصادر مطّلعة عن تفاصيل اجتماع سـ ـري عُقِد مؤخراً بمدينة عفرين بريف حلب، جمع أفـ ـراداً من أصول كوردية يعملون ضمن جـ ـهـ ـاز الشـ ـرطة العسـ ـكـ ـرية والمدنية التـ ـابـ ـعة لتركيا، وذلك بحضور شخصين محوريين: الأول يُدعى أبو عبيدو من منطقة إعزاز، والثاني محمد رشيد سيدو، وهو من أصول كوردية من منطقة الجزيرة.

المحور الرئيسي للاجتماع

وبحسب المصادر، تناول الاجتماع توجيه أفراد فصائل الجيش الوطني الموالية لتركيا، لسحب عائلاتهم من عفرين، والعمل على دمج العناصر من ذوي الأصول الكوردية ضمن جهاز “الأمن العام” التابع لسلطة دمشق، مشيرةً أنه تم منح العناصر من ذوي الأصول الكوردية مهلة لترتيب إجراءات الانتساب.

خطة للسيطرة على عفرين

وأكدت المصادر أن الاجتماع تضمن محادثات حول وضع عفرين تحت إدارة مشتركة لقوة “الأمن العام” وقوات “بيشمركة روج”، التابعة للمجلس الوطني الكوردي (ENKS) والمتمركزين حالياً في إقليم كوردستان العراق.

دور ENKS والاستخبارات التركية

وتم إرسال محمد رشيد سيدو للمشاركة في الاجتماع بتكليف مباشر من “المجلس الوطني الكوردي”، وذلك وفق معلومات المصادر. كما كشفت المصادر عن تعليمات سابقة أصدرها جهاز الاستخبارات التركية (MİT) إلى مخابرات هيئة تحرير الشام، تؤكد ضرورة التعامل مع ملف عودة مهجّري عفرين عبر الوفد المشترك الذي يمثل الكورد السوريين، وعدم خوض النقاشات في هذا الملف مع وفد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

الأهداف التركية من هذه الخطوة

وبحسب المصادر، تهدف الاستخبارات التركية من هذا الترتيب إلى ضمان تعزيز نفوذ “المجلس الوطني الكوردي” في عفرين، وضمان دور مباشر له على الأرض، وتعزيز جهود مسعود بطال، الذي ينفذ تحركات ميدانية بمساندة ENKS، لاستقطاب شباب قرى عفرين ودفعهم للانخراط ضمن صفوف هيئة تحرير الشام.

استراتيجية عرقلة الحل السياسي

وأكدت المصادر أن الاستخبارات التركية، من خلال هذه الخطوة، تسعى إلى عرقلة جهود تسوية ملف عفرين، وتنفيذها بالشكل الذي يخدم أهدافها ومصالحها، عبر إعادة ترتيب مراكز النفوذ، وتنظيم عودة مهجّري عفرين وفق معايير ومقاييس تضمن سيطرتها على المدينة، وتعزيز حضور الفصائل المحسوبة على تركيا، وتقويض تأثير القوى المحلية الأخرى.

تحذير لأهالي عفرين

وتشير هذه المعلومات إلى محاولات منظّمة لربط مصير عفرين وحاضرها بمخططات خارجية، وتهدف إلى الزجّ بشبابها ضمن صفوف “الأمن العام” و”هيئة تحرير الشام”، على حساب هوية المدينة، والسعي لاستثمار مأساتهم من أجل تعزيز مواقف عسكرية وسياسية تخدم تركيا.

ويؤكد المراقبون أن على أهالي عفرين ومكوناتها كافةً أخذ هذه التحذيرات على محمل الجد، والعمل على الحفاظ على وحدة نسيجهم الاجتماعي، وتعزيز موقفهم الرافض للانخراط ضمن هذه المشاريع، وضمان عودة آمنة وكريمة تحت إشراف مؤسسات محايدة، وبعيداً عن الأطراف التي تسعى لاستغلال مآسيهم.

وفي ختام حديثها أكدت المصادر المطلعة، أن ما تشهده عفرين اليوم يعد جزءاً من مخطط طويل الأمد لإعادة رسم ملامح السيطرة على المدينة، وتحويلها إلى ساحة نفوذ لقوى عسكرية وأمنية على حساب سكانها الأصليين، وضرب محاولات التوصل إلى حل سياسي عادل لقضيتها.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى