توتـ ـر أمـ ـني غيـ ـر مسبوق في السويداء واشتبـ ـاكات دا.مـ ـية بين مسـ ـلحين محليين ومجمـ ـوعات من العشائر
المشهد مفتوح على كل الاحتمالات

تشهد محافظة السويداء منذ صباح اليوم، توتـ ـراً أمـ ـنـ ـياً متصـ ـاعداً واشتـ ـباكـ ـات دا..مـ ـية بين مسـ ـلحين محليين من أبناء المحافظة ومجمـ ـوعات مسـ ـلحة من العشائر، في تصـ ـعيد غير مسبوق ينـ ـذر بمزيد من الانـ ـفـ ـلات الأمـ ـني في جنوب سوريا.
وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اندلعت اشتباكات عنيفة اليوم عند مدخل السويداء من جهة قرية الصورة الكبيرة في الريف الشمالي، وذلك عقب هجوم شنته مجموعات من أبناء العشائر على حواجز تابعة لقيادة الأمن الداخلي. كما تم رصد سقوط قذائف هاون أطلقها المهاجمون على محيط القرية، في محاولة منهم للتقدم باتجاه الحاجز.
وفي تصعيد لافت، دفعت مجموعات مسلحة من مناطق حوران بتعزيزات عسكرية إلى محيط السويداء، لمؤازرة المسلحين من أبناء العشائر البدوية، حيث تحركت عشرات الآليات المحملة بالمسلحين من ريف درعا نحو مناطق الاشتباكات في ريف السويداء الشمالي والغربي.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى اللحظة في حي المقوس شرقي مدينة السويداء، حيث تشهد المنطقة قصفاً متبادلاً واشتباكات بالأسلحة الرشاشة، وسط دعوات شعبية لوقف التصعيد، في ظل غياب أي دور فاعل للجهات الرسمية لاحتواء الموقف.
وقد وثق المرصد السوري ارتفاع حصيلة القتلى إلى 8 أشخاص، بينهم طفل، هم “6 قتلى من أبناء الطائفة الدرزية، قتيلان من أبناء العشائر البدوية”، كما أصيب أكثر من 30 شخصاً بجروح متفاوتة، بينهم أطفال وعدد من الحالات الحرجة.
قطع الطرق وتوسع رقعة التوتر
ومع تصاعد المواجهات، أقدمت مجموعات مسلحة على قطع طريق دمشق – السويداء من عدة محاور، أبرزها محور بلدة براق في ريف دمشق، ما دفع القوات الأمنية إلى إغلاق الطريق بشكل كامل أمام الحركة، فيما أكدت مصادر محلية أن الطريق أُغلق أيضاً عند حاجز المسمية لضمان سلامة المدنيين.
خلفية التوتر: حادثة اعتداء متبادل
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من حادثة أشعلت فتيل التوتر، حيث تعرض شاب من أبناء السويداء لاعتداء مسلح من قبل مجموعة من العشائر على طريق دمشق – السويداء، بعد أن نُصب له حاجز مؤقت قرب منطقة المسمية، وتم الاعتداء عليه وسلب ممتلكاته، قبل إطلاق سراحه في حالة صحية حرجة.
ورداً على ذلك، أقدم عدد من أبناء السويداء على احتجاز أفراد من العشائر، ما دفع الأخيرة إلى نصب حاجز مضاد في حي المقوس واحتجاز عناصر تابعين للمسلحين المحليين، ما فتح الباب أمام موجة جديدة من الاحتجازات المتبادلة والمواجهات المسلحة.
المشهد مفتوح على كل الاحتمالات
في ظل استمرار غياب أي مبادرات جدية للتهدئة، تبقى احتمالات التصعيد قائمة بشدة، وسط مخاوف من تحول الاشتباكات إلى نزاع أهلي أوسع نطاقاً، خاصة مع دخول تعزيزات جديدة إلى المنطقة، وتوسع رقعة التوتر إلى الريفين الشمالي والغربي.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاحتقان المتصاعد بين المكونات المحلية والعشائرية في الجنوب السوري، في ظل هشاشة الحالة الأمنية وغياب المؤسسات الرسمية، ينذر بانزلاق المنطقة نحو فوضى مفتوحة، ما لم يتم تدخل عاجل من الجهات المعنية لاحتواء الوضع ومنع تدهوره.