الإدارة الذاتية: مطالبنا هي جوهر ما خرج السوريون لأجله منذ 2011 وملتزمون بالحوار والمسار الوطني
وحدة الأراضي السورية مبدأ لا مساومة عليه وهي ركيزة ثابتة في مشروع الإدارة الذاتية

أصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا بياناً رسمياً، اليوم، في أعقاب اللقاءات السياسية التي جمعت وفدها مع الحكومة السورية المؤقتة، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، واصفة تلك اللقاءات بأنها “خطوة بالغة الأهمية” في اتجاه إطلاق حوار سوري-سوري جاد طالما نادت به منذ انطلاق الثورة السورية.
وأكدت الإدارة في بيانها أن الجلوس إلى طاولة واحدة بعد سنوات من القطيعة والصراع هو إنجاز سياسي وتاريخي، معتبرة أن “استعادة الثقة بين الفاعلين السوريين باتت ضرورة وطنية”، ولا يمكن تجاوز الانقسامات السياسية والاجتماعية إلا عبر “حوار مسؤول وشامل”.
وفي سياق تقديرها للدور الدولي، توجهت الإدارة بالشكر إلى كل من الولايات المتحدة وفرنسا على “جهودهما البنّاءة في دعم الاستقرار والديمقراطية في سوريا”، مشيدة بمواقفهما الداعمة للمسار السياسي.
مطالب وطنية لا انفصالية
وشدد البيان على أن المطالب التي تطرحها الإدارة الذاتية اليوم، من بناء نظام ديمقراطي تعددي ولا مركزي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والمساواة بين الجنسين، وصياغة دستور يضمن حقوق جميع المكونات، “ليست مطالب انفصالية كما يُروّج لها البعض، بل هي صلب ما خرج السوريون لأجله منذ عام 2011”.
وأضاف البيان: “وصم هذه المطالب بالانفصال هو تزوير متعمّد لحقيقة النضال السوري ضد الاستبداد، ومحاولة لإجهاض أي بديل ديمقراطي يحاكي تطلعات الشعب السوري بعد عقود من احتكار السلطة والثروة”.
وحدة سوريا خط أحمر
وفيما يتعلق بموقف الإدارة من وحدة البلاد، جاء في البيان: “نؤكد بوضوح لا لبس فيه أن وحدة الأراضي السورية مبدأ لا مساومة عليه، وهي ركيزة ثابتة في مشروع الإدارة الذاتية وجميع القوى المنخرطة معنا في مسار التغيير الوطني”.
ورفضت الإدارة ما وصفته بـ”المزاودات الوطنية” حول هذا الملف، مؤكدة أن التعددية والشراكة، وليس الإقصاء، هي الأساس في بناء سوريا المستقبل.
دعوة للاندماج في الحل السياسي
كما عبّرت الإدارة الذاتية عن استعدادها التام للاندماج في مؤسسات الدولة على أساس ديمقراطي، والمشاركة في صياغة دستور جديد يعكس تطلعات كل السوريين، مشيرة إلى أن الانخراط في العملية السياسية هو خيار استراتيجي، وأنها ملتزمة بأهداف “ثورة 15 آذار و19 تموز” في الدعوة إلى الحرية والديمقراطية.
دعوة وطنية للتهدئة وتكاتف الجهود
وفي ختام البيان، دعت الإدارة الذاتية جميع الأطراف السورية إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية، ونبذ خطاب الكراهية والعنف، والتصدي لمحاولات جر البلاد إلى صراعات داخلية، مطالبة القوى السياسية الوطنية بالتكاتف في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد، لحماية الحوار السوري من محاولات الإجهاض وبناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة.