سوريا

روسيا تضغط على قسد والإدارة الذاتية عبر تركيا لجني مكاسب لصالح دمشق

فوكس برس _ حلب

خلطٌ للأوراق ومصالحٌ متضاربة من جهة ومتلاقيةٌ من جهة أخرى عنوان مرحلة جديدة من الصراع السوري بين قوى دولية وإقليمية، حيث التهديدات والتحشيدات العسكرية والوعيد والتصريحات التي تكاد لا تغيب يوماً في الآونة الأخيرة على ألسن القادة السياسيين والعسكريين وخاصةً التركية.

روسيا التي لطالما عُرفت في الصراع السوري كمتصدرة لموضوع المقايضات بينها وبين تركيا، تحاول مجدداً و في هذه المرحلة أن تضغط على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتلويح بالعصا التركية في حال لم تتنازل لطلبات روسيا ولعلَّ “عفرين مقابل الغوطة” لا تزال حاضرة في الأذهان، حيث تسعى روسيا لممارسة عدة مستويات من الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي لتحقيق مكاسب لصالحها ولصالح دمشق على حساب قسد وإخضاع عدة مناطق تحت هيمنتها،
وهو ما ظهر جلياً في دخول القوات الروسية وقوات الحكومة السورية إلى مناطق بمحافظة الرقة، خلال عملية “نبع السلام” التركية، وانسحاب الشرطة العسكرية الروسية في الـ 13 من شهر نيسان الحالي من بعض نقاطها في مدينة تل رفعت وبلدة كشتعار التي عادت في اليوم التالي مباشرةً، على غرار ما حصل في بلدة عين عيسى شمالي الرقة قبل أشهر أيضاً، والتلميح بعدم حماية المنطقة، هو ما يعتبر وسائل ضغطٍ فقط ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تنسحب روسيا من أي منطقة مجدداً ولا نية لها من الأساس في ذلك إلا أنها تدخل في سياق المناورة مع قسد لتحقيق اهدافها على حسابهم حيث لم تعد هناك إمكانية لعقد صفقات مقايضة على غرار السنوات السابقة.

فروسيا اليوم غير مستعدة لتقديم تنازلات أمام تركيا، فأي انسحاب من مواقعها شمالي حلب بشكل كامل ودائم يعني إتاحة المجال لتركيا لملء الفراغ، وسيكون الانسحاب خطراً على مدينة حلب أيضاً في حال تم تسليم بوابتها إليها وهي التي كانت قد وضعت يدها عليها بصفقة ثنائية مع تركيا، ومن جهة أخرى سيتراجع التأثير الروسي في الملف، سواء بالمفاوضات مع تركيا أو قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لذلك من المستحيل أن تترك روسيا أي منطقة تتواجد فيها ولكنها تحاول استغلال ذلك للضغط على قسد والإدارة الذاتية فقط لا غير عبر تركيا.

مشاركة المقال عبر