الرئيسية العالم والشرق الاوسط

منحى خطير للحرب بدخول المقاتلين الأجانب المعادلة في أوكرانيا

فتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الباب أمام المتطوعين للالتحاق بالحرب في أوكرانيا، دون تحديد جنسية هؤلاء المتطوعين سوى أنهم من الشرق الأوسط.

وبدخول المقاتلين من خارج الجيشين الروسي والأوكراني معادلة الحرب تكون المعارك قد اتّخذت منحى خطيراً، وهو موضوع مقلق حتى لقادة جيوش الناتو كما ورد على لسان رئيس أركان الجيش البريطاني الأميرال توني رادكين. وبعد أن تنقل الآلاف من المتطوعين الغربيين للقتال إلى جانب أوكرانيا فتح الرئيس الروسي الباب أمام تدفق 16 ألف متطوع من روسيا ومن خارجها -بما في ذلك دول الشرق الأوسط- للمشاركة في الحرب، في موقف يقول خبراء عسكريون إنه رد طبيعي على الحملات الغربية الرسمية الحاثة على توسيع دائرة الحرب وتدويلها بضم مقاتلين من مختلف الجنسيات.

ويقول الخبراء إن بوتين أقام الحجة على الدول الغربية؛ فقد تركها تحشد وتستقطب الآلاف من المقاتلين بُغية تحويل أوكرانيا إلى مستنقع يصعب على الروس الخروج منه، ثم وظف ورقة المقاتلين الأجانب في المعارك، بحسب تقرير لصحيفة العرب.

وأشاروا إلى أن روسيا لن تقبل بمتطوعين يكونون عبئا ثقيلا عليها وعلى حلفائها من الانفصاليين الأوكرانيين، وأنها ستمهد الطريق لدخول من شاركوا في الحرب في سوريا وليبيا ويمتلكون خبرات ميدانية في حرب العصابات التي تريد أوروبا أن تدفع الصراع إليها، مثلما راهن الغرب على متطوعين في الغالب هم من العسكريين والأمنيين المتقاعدين في الجيوش والشركات الأمنية، والذين ستتم الاستعانة بهم لتشغيل الأسلحة الأميركية والأوروبية التي يتم تجميعها حاليا وإرسالها إلى أوكرانيا، وقد تحتاج إلى وقت طويل ليتدرب عليها العسكريون الأوكرانيون.

وقال بوتين “إذا رأيت أن كل هؤلاء الناس يريدون القدوم لمساعدة الناس الذين يعيشون في دونباس، بمحض إرادتهم وليس من أجل المال، فيجب أن نمنحهم ما يريدون ونساعدهم على الوصول إلى منطقة الصراع”.

واللافت أن الرئيس الروسي قد أشار إلى أن الانفصاليين الأوكرانيين سيحصلون على أسلحة غربية من نوع الأسلحة التي تقاتل بها أوكرانيا والتي سيحصل عليها المتطوعون الغربيون لمواجهة روسيا، في خطوة مستفزة خاصة للولايات المتحدة التي مكنت أوكرانيا من منظومات لاستهداف الدبابات والطائرات.

وأضاف بوتين “بالنسبة إلى تسليم الأسلحة، خاصة تلك المصنوعة في الغرب التي وقعت في أيدي الجيش الروسي، فإنني بالطبع أؤيد إمكانية منحها للوحدات العسكرية التابعة لجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك”.

من جانبه اقترح وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أيضا تسليم أنظمة مضادة للدبابات أميركية الصنع مثل جافلين ومضادة للطائرات من طراز ستينجر إلى مقاتلين من الانفصاليين في منطقتي لوغانسك ودونيتسك، مشددا على أن الأسلحة الغربية تتدفق إلى أوكرانيا بطريقة “غير خاضعة للرقابة على الإطلاق”.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن وزير الدفاع الروسي لفت إلى أن “معظم الأشخاص الذين يرغبون في القتال وطلبوا ذلك هم مواطنون من دول في الشرق الأوسط وسوريون”، مضيفا “إذا كان الغرب متحمّسا جدا بشأن وصول المرتزقة، فنحن أيضا لدينا متطوّعون يرغبون في المشاركة”.

وهذا الخطر حذّر منه قائد هيئة أركان القوات المسلحة البريطانية حين أكد أن انتقال مواطني المملكة المتحدة إلى أوكرانيا للقتال “غير قانوني وغير مفيد”، داعيا إياهم إلى البحث عن وسائل أخرى لدعمها في مواجهة الغزو الروسي.

وقال رادكين لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، “كنا شديدي الوضوح (حين أعلنّا) أنه من غير القانوني وغير المفيد للجيش البريطاني أو الشعب البريطاني التوجه إلى أوكرانيا”.

وأثارت تصريحات المسؤولين الروس بشأن اللجوء إلى متطوعين من الشرق الأوسط هلعا في كييف، التي لا يبدو أن المسؤولين فيها قد حسبوا حساب الخطوة الروسية حين حثوا أوروبا على استقدام متطوعين وإشراكهم في الحرب.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة في مقطع فيديو على تلغرام “إنها حرب مع عدو عنيد جدا… قرر استخدام مرتزقة ضد مواطنينا. قتلة من سوريا، من بلد دمر فيه المحتلون كل شيء، كما يفعلون بنا”.

وتقول كييف إن أكثر من 20 ألف أجنبي من 52 دولة تعهدوا بالمساعدة في محاربة الروس. لكن هؤلاء المجندين الأجانب وجدوا في انتظارهم مفاجآت غير متوقعة مثل احتجاز جوازات سفرهم، كما أن الأوكرانيين يفرضون شروطا تعاقدية صارمة وإجراءات تدقيق سيئة، ويجدون مشاكل لوجستية مثلما أشارت إلى ذلك صحيفة ديلي ميل.

ونقلت الصحيفة عن بعض المجندين قولهم إنه لا يسمح لهم بالاطلاع على العقد حتى يدخلوا أوكرانيا، وإن هناك تشديدا على أن لا عودة من الجبهة حتى موعد انتهاء الحرب، وهو أمر غير معروف، ما يعني أن المجندين قد يستمرون لسنوات دون أن يأخذوا إجازات لرؤية أهاليهم.

وفي حين يستمر الغربيون في اتخاذ قرارات من الحجم الصغير كعقوبات ضد موسكو، ترسل روسيا إشارات قوية على أنها سترد ردا مضاعفا على أي خطوة غربية، وخاصة ما تعلق بمصالح الشركات الغربية التي تقبل بالانضمام إلى حملة المقاطعة الغربية، حيث وجهت المصالح الروسية رسالة بليغة إلى هذه الشركات مفادها أن الشركة التي تغادر لا رجوع لها.

وأعلن مكتب النائب العام الروسي الجمعة تشديد القيود على الشركات الأجنبية التي قررت مغادرة البلاد على خلفية غزو أوكرانيا.

وقال في بيان “سيفرض المدعون رقابة صارمة على الالتزام بقانون العمل، بما يشمل بنود عقود التوظيف وإجراءات دفع الرواتب وتحديد حجمها”، ذاكرا أن الإجراء اتخذ “لضمان مصالح أصحاب المشاريع والموظفين من أصحاب الضمير” في الشركات التي أعلنت أنها ستغادر البلاد.

وبالتوازي مع ذلك اتخذت روسيا تدابير لوقف هروب العملات الأجنبية ورؤوس الأموال قدر الإمكان. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، دون أن يستخدم كلمة “تأميم”، إن الشركات الأجنبية التي تغادر بلاده يجب أن تُمنح “لأولئك الذين يرغبون في تشغيلها”.

مشاركة المقال عبر