تركيا

صحفيٌة أذربيجانية بدون حجاب في إدلب وآخرون لم يتجرؤوا الدخول لرفضهم التوجيهات التركية

تداولت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، صوراً لصحفية أذربيجانية مراسلة التلفزيون الأذربيجاني “فافا أغابالاييفا” في إدلب والتي يسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا، فما هو المقابل، وكيف استطاعت تلك الصحفية خرق القوانين عبر ظهورها دون حجاب ولباس شرعي كما هو مفروض في تلك المناطق؟
ودخلت الصحفية الأذربيجانية “فافا أغابالاييفا” الشمال السوري من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بالتنسيق مع مركز إدلب للخدمات الإعلامية.
وظهرت الصحفية الأذربيجانية “فافا أغابالاييفا” بزيين مختلفين، خلال جولتها في إدلب، التي تسيطر عليها هـ.يــ.ئة تــ.ـحرير الــ.شــام، فيما فكان ظهورها تارة بالزي الصحفي الميداني، دون ارتداء الحجاب، وتارة بحجاب في مركز المدينة “إدلب”، علماً أن تلك الفصائل الموالية لتركيا تفرض على الصحفيات الأجنبيات، اللواتي يدخلن إدلب، ارتداء الحجاب الشرعي، إلا أن أغابالاييفا خرقت هذا القانون، فهل تسعى حكومة الإنقاذ “هيئة تحرير الشام”، إلى انتهاج سياسة لينة، لكسب الرأي العام الغربي.
وأفادت الأخبار حول الصحفية أن دخولها إلى إدلب جاء لتصوير الفيلم الذي عرض مؤخراً، تحت عنوان “الوهم”، حيث تجولت الصحفية في مناطق متفرقة من إدلب شملت مخيمات للاجئين ومراكز تسوق ودور أيتام، إضافة إلى زيارتها بعض محاور القتال على تخوم قواعد قوات الحكومة السورية.
فيما ترى مصادر مطلعة من خلال الصورة التي جمعت بين وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو والصحفية فافا، أن دخولها بهذا الشكل إلى إدلب الهدف منه إظهار المناطق الخاضعة لنفوذ السلطات التركية والفصائل الموالية لها بأبهى صورته ونفي فكرة أن المنطقة تشهد عمليات قتل وإختطاف وتهجير لسكانها، كل ذلك في سبيل ترويج السياسة التركية بأن المناطق الخاضعة لنفوذها والتي تدار من قبل فصائلها المسلحة هي مناطق آمنة.
ولا ننسى في حقيقة الأمر أن منطقة إدلب شهدت في فترة سابقة ليست ببعيدة، عن قيام التحالف الدولي وبمساعدة من قوات سوريا الديمقراطية بعمليتين والتي أفضت إلى مقتل متزعمي تنظيم الدولة الإسلامية كل من أبو بكر البغدادي وخلف أبو إبراهيم الهاشمي القرشي اللذان أختبئا بالمقربة من الحدود التركية في قرية أطمة.
وفي عام 2016 تعرضت الصحفية الأمريكية ليندسي سنيل المتخصصة في تغطية الأزمات الإنسانية والصراعات، لعملية إختطاف من قبل عناصر جبهة النصرة، تمكنت في الهروب من المجموعة بعد أكثر من أسبوعين، وعبرت إلى الجانب التركي، حيث اعتقلت من قبل السلطات التركية في 6 آب من العام ذاته، وسُجنت لمدة 67 يومًا في سجني الإسكندرون وهاتاي شديد الحراسة، وتم توجيه التهمة لها بانتهاك قانون المنطقة العسكرية، إلا أنه في حقيقة الأمر أن الصحفية كانت تعمل على توثيق الترابط بين الدولة التركية مع تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) وجبهة النصرة لإعداد فلم وثائقي. وتم الإفراج عن سنيل في تشرين الأول لعام 2016. وفي عام 2018، وأثناء سفرها إلى بغداد في العراق، حاولت تركيا دون جدوى اعتقال سنيل عبر إشعار نشرة الإنتربول.
فالعديد من الصحفيين المستقلين والدوليين رفضوا الدخول لهذه المناطق الخاضعة لنفوذ السلطات التركية والفصائل الموالية لها مثل”عفرين- سريه كانيه- تل أبيض” في شروط تركية على الصحفيين المستقلين والدوليين، فدخول تلك المناطق يقابله نقل الصورة بالشكل الذي تريدها تركيا.
فلا أحد من المنظمات الحقوقية الدولية منها والمحلية أو الصحافيين يمكنه المغامرة لدخول المناطق الخاضعة للنفوذ التركي لأن حياتهم ستكون عرضة للخطف والنفي.

مشاركة المقال عبر