سوريا

حماس تعيد دفء العلاقات مع دمشق بعد التقارب التركي- الاسرائيلي و”حكومة الإنقاذ” تخاطبها بمراجعة قرارها

دعت “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ “هيئة تحرير الشام” في إدلب “حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين” (حماس) إلى مراجعة قرارها في إعادة العلاقات مع الحكومة السورية، بينما قد يشكل هذا التطور في المقابل انعطافة محتملة في علاقات الحركة الإسلامية الفلسطينية بتركيا التي دعمتها لسنوات.

ووجّهت “إدارة الشؤون السياسية” في “حكومة الإنقاذ” ما وصفته بـ “دعوة ومناصحة لحركة حماس” دعتهم فيها إلى “مراجعة سياستهم وإعادة بوصلتهم لما يراعي مبادئهم.

ويأتي ذلك بعد يومين من إعلان “حماس” إجماعها على إعادة العلاقات مع الحكومة السورية، بعد أكثر من 10 سنوات على قطعها للعلاقات على خلفية الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة السورية ومناهضتها للمطالب الشعبية.

وقالت “الشؤون السياسية” في بيان “الدعوة والمناصحة” “ساءنا الأنباء المتواردة عن خطوات التقارب بين حماس والنظام السوري وصولا لاستعادة العلاقات بين الطرفين، فإن هذه التحركات هي تطبيع وانقلاب على مبادئ الثورة”.
وأوضحت “الإدارة” أنها امتنعت سابقاً عن إبداء موقفها المستنكر لتصريحات “حماس” المحابية لإيران والمستفزة للشعب السوري، إلا أن ما دفعها الآن لإصدار بيانها هو “الخوف والخشية على إرث مقاوم عظيم يكاد أن يشوَه بالالتصاق بإيران من جهة، وأن يضيع بالركون للنظام السوري من جهة أخرى”، وفق تعبيرها.
وأول أمس الثلاثاء، نقلت وكالة رويترز عن مصادر داخل حركة “حماس” أن الحركة قررت استئناف علاقاتها مع الحكومة السورية بعد عشر سنوات من القطيعة، حيث قال مسؤولان بالحركة إن حماس “اتخذت قراراً بالإجماع لإعادة العلاقة مع النظام السوري”.

وكانت العلاقات بين الحركة الفلسطينية والحكومة السورية قد تدهورت نهاية العام 2011، التي شعرت أن وجودها في سوريا سيكون له ثمن سياسي، ولذلك، غادرت الأراضي السورية في أوائل العام 2012 واستقرت لسنوات طويلة، في الدوحة واسطنبول، في حين اتهم الرئيس السوري بشار الأسد، أن الحركة تقوم بدعم المعارضة السورية والقتال إلى جانبها.

واستؤنفت العلاقات بعد ذلك بين الحركة وإيران وأشاد مسؤولون من الحركة بطهران لمساعدتها في إعادة بناء ترسانتها للصواريخ بعيدة المدى في غزة والتي يستخدمونها في مواجهة إسرائيل.
وذكرت مصادر تركية وإسرائيلية أن الدعم التركي لحماس يثقل على جهود تحسين العلاقات، في حين تنظر حركة حماس إلى تركيا كحليف استراتيجي، لكن التقارب الأخير في العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا أثار ريبة الحركة الإسلامية.

وبإعلان حماس عزمها استئناف العلاقات مع دمشق فيما يبدو أنه قرار بترتيب إيراني، قد تشهد علاقات الحركة الإسلامية مع تركيا فتورا، لكن ذلك قد يشكل في الوقت ذاته فرصة للرئيس أردوغان الذي يعادي الحكومة السورية، لتخفيف الدعم التركي لحماس، بينما يسعى لتحسين العلاقات مع إسرائيل.

مشاركة المقال عبر