تركيا

رغم الوثائق التي تثبت دعمها لتنــظيم الــدولة الإسـ*ـلامية… تركيا تدعي محاربة التنظيم

أثار إعلان تركيا، إلقاء القبض على خمسة عناصر ينتمون إلى تنــظيم الــدولة الإسـ*ـلامية، بينهم قيادي، الكثير من الشكوك في ظل تزامنها مع حملة الإنسانية والأمن التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية في مخيم الهول وقبل أيام من إحياء ذكرى هجمات 11 أيلول في الولايات المتحدة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحافيين على متن الطائرة في طريق عودته من جولة في البلقان إن القيادي الكبير في تنــظيم الــدولة الإسـ*ـلامية بشار خطاب غزال الصميدعي الملقب بـحجي زيد العراقي جرى القبض عليه في عملية للمخـ*ـابرات وشرطة إسطنبول.

ويتزامن الكشف عن خــلايا تنــظيم الــدولة النشطة في تركيا في ظل الحديث عن تقارب بين تركيا والحكومة السورية، وذلك في مسعى من أنقرة لإظهار نفسها بأنها تحــارب التنــظيم وأن الفصــائل السورية التابعة لها معتدلة بهدف منحها الشرعية ودمجها في أي تسوية مرتقبة مع الحكومة السورية برعاية روسية.

وتعد إدلب التي تسيطر عليها الفصــائل الموالية لأنقرة ملاذًا للعديد من الجماعات الجهــادية المرتبطة بالقـ*ـاعدة.

كما يضم الجيش الوطني الموالي لتركيا عدداً من أعضاء تنــظيم الــدولة الإســلامية والقــاعدة السابقين ممن حمتهم تركيا من هجمات القوات الحكومة السورية والطائرات الحربية الروسية.

وسبق وأن قتــلت القوات الأميركية وبتعاون من قوات سوريا الديمقراطية، زعيم التنــظيم أبو بكر البغدادي داخل قرية باريشا التي تبعد أقل من خمسة كيلومترات عن الحدود السورية التركية قرب معبر باب الهوى الحدودي.

وتكرر السيناريو مع خــليفة البغدادي عبدالله قرداش الذي قُتــل في أطمة التي تبعد حوالي ثلاثة كيلومترات عن الحدود التركية الجنوبية.

وتزامن إعلان الرئيس التركي إلقاء القبض على هذا القيادي في التنــظيم، مع استمرار عملية الإنسانية والأمن التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا بدعم من قوات سوريا الديمقراطية في مخيم الهول وذلك للقضاء على خلايا التنــظيم التي تحاول إعادة إحيائه.

وخلال هذه العملية، ألقت قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية القبض على العديد من خلايا التنــظيم وعثرت على العديد من الوثائق التي تكشف أسرار نشاطات التنــظيم وخططه لاستعادة نفوذه وتحركات قادته بين سوريا وتركيا.

وتعزز تلك الوثائق أطروحة أن تنــظيم الــدولة الإسـ*ـلامية يعيد تنظيم صفوفه في تركيا بعد هزيمته في كل من العراق وسوريا، خصوصاً أنه وسبق أن شوهد أبو بكر البغدادي في آخر فيديو مصور له وهو يحمل ملفًا مكتوبًا عليه “ولاية تركيا” ضمن ملفات أخرى كانت بحوزته.

ويأتي الربط بين الإعلان التركي وعملية مخيم الهول الأخيرة من خلال تعمد السلطات التركية اختيار التوقيت المناسب لاستثمار الحدث، نظرًا إلى أن تاريخ القبض الفعلي على القيادي في تنــظيم الــدولة الإســلامية كان في أيار الماضي، حيث تردد وقتها على لسان مسؤولين أتراك رفيعي المستوى خبر إلقاء القبض على من يُعتقد أنه يقود التنــظيم.

واختار أردوغان هذا التوقيت في كشف القاء القبض على هذا القيادي وذلك في سياق توظيف سياسي محلي وإقليمي للحيلولة دون إظهار “قسد” كرقم أول في مكافحة التنــظيم ولإظهار نفسه بأنه لا تربطه علاقات مع التنــظيم ولا يقدم له الدعم ولا يأوي عناصره وقاداته في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا.

مشاركة المقال عبر