تركيا سوريا شمال وشرق سوريا

بموافقة أمريكية ضمنية .. السعودية والإمارات تشجعان دمشق لدمج «قسد» في «الجيش السوري»

قالت “المونيتور” نقلاً عن مصادر أسمتها بـ “الكوردية” دون الإفصاح عنها، إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة شجعتا دمشق – بموافقة أمريكية ضمنية – على دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري.

ولفتت “المونيتور” في تقرير نشرته على موقعها الرسمي، أمس الاثنين 29 مايو / أيار أن هذه الخطوة تزعج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأنه بنى حملته الدعائية على أساس التطبيع مع الحكومة السورية ومحاربة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

وأشارت أن التطبيع التركي مع الحكومة السورية هو أصعب ملف يستدعي قرارات جذرية، حيث كانت عودة اللاجئين السوريين – سواء قسراً أو طوعاً – من أهم القضايا في مسار الحملة، أي تقدم هناك لا يعتمد فقط على المصالحة مع دمشق ولكن أيضاً على توفير أماكن المعيشة للعائدين. وقالت “لا يمكن لاتفاق «تركي – سوري» وحده أن يمهد الطريق لإعادة الإعمار. كذلك يجب التغلب على اعتراضات الولايات المتحدة وأوروبا”.

وكانت تركيا وسوريا قد اتفقتا في وقت سابق من هذا الشهر على مواصلة الحوار نحو التطبيع في اجتماع رباعيّ في موسكو تشارك فيه روسيا وإيران. ومع ذلك، تؤكد دمشق أنَّ انسحاب القوات التركية من سوريا شرط مسبق لأي لقاء بين قادة البلدين.

وأشارت “المونيتور”، أنه من غير المرجح أن يقدم أردوغان على الانسحاب دون إنهاء الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، والتي تعتبرها أنقرة “إرهابية”. وقد بنى ائتلافه الانتخابيّ حول التعهد بمكافحة “الإرهاب” بحزم.

كما أنه من غير المرجح أن يرضخ أردوغان لحلِّ “الجيش الوطني السوريّ”، وهو مظلة لجماعات المعارضة المدعومة من تركيا، أو تغيير الوضع الراهن في إدلب، حيث تسيطر “هيئة تحرير الشام الجهاديّة”، حتى يحصل على ما يريد على طاولة المفاوضات.

وتضيف الصحيفة “بينما لا يزال الدعم الأمريكيّ لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكورد مصدر إزعاج في العلاقات مع واشنطن، يتعين على أنقرة الآن أن تأخذ في الحسبان عاملاً مهماً آخر،  ألا وهو أن العالم العربي بدأ في إعادة بناء العلاقات مع دمشق ويسعى إلى إنهاء الوجود العسكريّ التركيّ وكبح نفوذ إيران في سوريا، بعد إعادة قبول سوريا في وقت سابق من هذا الشهر، ونددت جامعة الدول العربية ضمنياً بتركيا وإيران في بيانها المشترك الصادر في 19 مايو، رافضة “التدخلات الأجنبية” و “دعم الجماعات المسلحة والميليشيات” في الدول العربية. واعتبر التقرير أنّ إعادة الارتباط العربيّ مع دمشق يمكنه تقوية موقفها في محادثات التطبيع مع أنقرة.

وتابعت “إن إعادة الارتباط العربي مع دمشق يمكن أن يقوي يد الأخيرة في محادثات التطبيع مع أنقرة. وقالت مصادر كوردية للمونيتور إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة شجعتا دمشق – بموافقة أمريكية ضمنية – على دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري كجزء من جهود ردع النفوذ الإيراني. وتتعارض مثل هذه التحركات مع مصالح أنقرة أيضًا.”

مشاركة المقال عبر