الأخبار تركيا سوريا

ارتفاع معدلات الانتـ ـحار في المناطق السورية الخاضـ ـعة لسيـ ـطرة تركيا وفصـ ـائلها

في تطور يثير الكثير من القـ ـلق، ارتفعت معدلات الانتـ ـحار في المناطق الشمالية الغربية من سوريا والخاضـ ـعة لسيـ ـطرة تركيا وفصـ ـائلها، جراء التـ ـدهـ ـور الأمـ ـني والاقتصادي وازدياد حالات الاغتـ ـصـ ـاب والتحـ ـرش والتهـ ـجير القسـ ـري للاجئين من تركيا، حيث سجل في شهر كانون الثاني الفائت 12 حالة انتـ ـحار، منها 4 حالات فشل.

تعيش مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائلها، أوضاعاً مأساوية تتأزم يوماً بعد يوم، نتيجة الخلل الإداري وتردي الأوضاع المعيشية.

ويعيش في تلك المناطق نحو 3.5 مليون نسمة، منهم نحو مليوني شخص إما نزحوا من مختلف المناطق السورية نتيجة الحرب أو من عوائل عناصر الفصائل الذين جرى نقلهم من مناطقهم بالباصات الخضراء عقب اتفاقيات المقايضة بين روسيا وتركيا، وخصوصاً من غوطة دمشق والجنوب السوري وريف حمص.

وتعاني هذه المناطق من سوء في عمليات الإدارة، حيث تغيب الإدارات المدنية في ظل إطلاق تركيا لأيدي الفصائل لتعيث فساداً في المنطقة، فعلى الرغم من أن تلك المناطق تديرها ما تسمى الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف السوري، إلا أن دور هذا الحكومة هو شكلي وللبروزة الإعلامية، لأن فصائل الجيش الوطني وخصوصاً الفصائل التركمانية منها، هي المتحكمة بالقرارات ومقدرات الشعب.

وتعاني هذه المناطق نتيجة السيطرة الفصائلية والسياسة التركية المتبعة في المناطق السورية، من فلتان أمني كبير، حيث فوضى السلاح وانتشار عمليات الخطف طلباً للفدية وعمليات السطو والقتل والتشليح وما إلى هنالك. ونتيجة لهذا لا يشعر السوريون الذين يعيشون في الشمال الغربي بالأمان.

وإلى جانب ذلك، تعاني تلك المناطق من أوضاع معيشية صعبة جداً، حيث تنعدم فرص العمل مع استمرار سيطرة الفصائل على مقدرات الحياة وفرضها لإتاوات كبيرة على أصحاب المصانع والمعامل، خصوصاً إن مئات الآلاف يعيشون في مئات المخيمات التي تنعدم فيها مقومات الحياة.

ويزداد الوضع سلباً نتيجة التعامل بالليرة التركية التي تواصل التهاوي أمام الدولار الأمريكي في ظل الأزمات المتلاحقة التي تمر بها تركيا.

ومع استمرار تركيا بعمليات التهجير القسري للاجئين السوريين، وانقطاع العديد من المهجرين من عائلاتهم، يزداد الوضع بؤساً في تلك المناطق، ومع انعدام الحلول وانقطاع السبل بالمواطنين، ارتفعت معدلات الانتحار في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا.

وفي السياق، سجلت هذه المناطق خلال شهر كانون الثاني الفائت، 12 حالة انتحار، منها 4 حالات فاشلة، آخرها كانت محاولة شاب الانتحار عبر رمي نفسه من مبنى مول إعزاز بعد أن جرى ترحيله قسراً من تركيا.

وهذا الرقم أعلى بكثير مما تم تسجيله العام الفائت في الشهر ذاته، حيث شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من العام الفائت 13 حالة انتحار منها 5 محاولات فاشلة، في حين تم تسجيل 64 حالة انتحار منها 34 محاولة فاشلة خلال عام 2023.

وسبق أن أطلقت منظمة “أنقذوا الأطفال” تحذيرات من ارتفاع أعداد حالات الانتحار بين الأطفال السوريين، في مناطق شمال غربي سوريا الخاضعة لسيطرة تركيا.

 

مشاركة المقال عبر