قوات سوريا الديمقراطية تستعد لحمـ ـلة أمـ ـنـ ـية كبرى في البادية
داعش يستفيد من تغاضي السلطة الجديدة في دمشق

في تطور لافت يشير إلى اتسـ ـاع رقـ ـعة التهـ ـديد الأمـ ـنـ ـي المتـ ـصـ ـاعد في البادية السورية، توجّهت أرتـ ـال ضخمة تابـ ـعة لـ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مؤلفة من مئات السيارات رباعية الدفع والشاحنات العسـ ـكـ ـرية المحمّلة بمختلف أنواع الأسـ ـلحة والعتاد، من مدينة الرقة نحو عمق البادية السورية، وذلك في إطار التحضيرات لإطلاق حـ ـمـ ـلة أمـ ـنـ ـية واسعة ضـ ـد فلـ ـول تنـ ـظـ ـيـ ـم د..ا..عـ ـش، وفق ما أفادت به مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
دعم مباشر من التحالف الدولي
التحركات تأتي في ظل دعم جوي ولوجستي من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي كثّف من طلعاته الاستطلاعية والهجومية فوق البادية خلال الأسابيع الماضية، تمهيداً للمرحلة القادمة من العمليات، التي تستهدف تحييد الخلايا النشطة للتنظيم والحد من قدراته المتنامية.
داعش يستغل الفراغ الأمني بعد سقوط النظام
وتشير المعطيات إلى أن تنظيم “داعش” استفاد بشكل مباشر من الفراغ الأمني الذي خلّفه سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، ما أدى إلى انهيار الهياكل الأمنية والعسكرية للنظام في مساحات شاسعة من الجغرافيا السورية، خاصة في وسط البلاد والمناطق الصحراوية الممتدة من دير الزور إلى تدمر والسخنة.
وعقب انهيار النظام، تسارعت وتيرة عمليات التنظيم الذي استغل هذا الانهيار لإعادة ترتيب صفوفه، وشَنّ هجمات مباغتة ضد المدنيين وقوات سوريا الديمقراطية، كما استولى على مستودعات أسلحة وذخائر كانت تابعة لقوات النظام، ما زاد من قدرته على شن هجمات أكثر تنظيماً.
تغاضٍ من سلطة دمشق الجديدة
وفي المقابل، تبرز مخاوف متصاعدة من تغاضي سلطة دمشق الجديدة التي باتت تُدار فعلياً من قبل هيئة تحرير الشام بعد سيطرتها على العاصمة دمشق منذ انهيار النظام السابق. وتتهم تقارير أمنية الهيئة بـ غضّ الطرف عن تحركات داعش في مناطق البادية الغربية، في محاولة لاستثمار وجوده كعامل ضغط إقليمي، أو على الأقل لعدم خوض مواجهة مفتوحة معه في الوقت الحالي.
تهديد خطير ومتنامٍ
وتعتبر قوات سوريا الديمقراطية أن تنظيم داعش يشكل تهديداً وجودياً ليس فقط على مناطق شمال وشرق سوريا، بل على كامل الجغرافيا السورية، في ظل غياب استراتيجية أمنية لدى سلطة دمشق لمواجهة التنظيم.
وأكد مسؤول عسكري في قسد، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن “العملية المرتقبة تهدف إلى اجتثاث البنية العملياتية للتنظيم في عمق البادية، وقطع طرق الإمداد والاختباء التي يستخدمها، بالتعاون مع التحالف الدولي”.
تصاعد الهجمات وزيادة وتيرة النشاط الداعشي
وبحسب بيانات ميدانية، نفّذ تنظيم داعش أكثر من 30 هجومًا مسلحًا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في البادية السورية، استهدفت نقاطاً لقسد وقوافل مدنية وعسكرية. كما تم توثيق زيادة في نشاط خلاياه في محيط دير الزور، جبل البشري، وتدمر.