تـ ـوتر أمـ ـنـ ـي في ريف السلمية الشرقي بعد هـ ـجـ ـوم مسـ ـلح ومقـ ـتل شاب علوي
تغاضي سلطة دمشق عن الجرائم الطائفية يفاقم الأوضاع

شهد ريف السلمية الشرقي بمحافظة حماة تـ ـوتـ ـراً أمـ ـنـ ـياُ حـ ـاداً عقب هجـ ـوم مسـ ـلح نفـ ـذته مجموعات من أبناء قرية “رحية” بمساندة مسـ ـلـ ـحين من البدو وعنـ ـاصر محسـ ـوبة على جهـ ـاز “الأمـ ـن العام” استهـ ـدفوا قرية “الشهيب”. وتخلل الهجـ ـوم إطـ ـلاق نـ ـار عشوائي مصحوباً بشعارات طـ ـائـ ـفية، أسـ ـفر عن مقـ ـتل شاب من الطـ ـائفة العلوية وإصـ ـابة عدد من المدنيين بجـ ـروح متفاوتة.
استنفار أمني وتحقيقات موسعة
وعلى خلفية هذا الهجوم، استنفرت قوات “الأمن العام” في المنطقة، وطوّقت مواقع التوتر لمنع تفاقم الأوضاع، وبدأت بفتح تحقيقات مكثفة لفهم ملابسات الحادث وتداعياته المحتملة على السلم الأهلي في المنطقة.
ويُذكر أن الهجوم جاء متزامناً مع حادثة إطلاق نار سابقة على طريق شطحة – عين الكروم في ريف حماة الغربي، أسفرت عن مقتل شاب وطفلة على يد مسلحين مجهولين، في ظروف لا تزال غامضة.
تصعيد خطير عبر خطاب تحريضي طائفي
وفي سياق متصل، حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على تسجيل صوتي منسوب لشخص يُدعى “أبو محمد شحشبو”، يوجه فيه تهديدات مباشرة ضد أبناء الطائفة العلوية، ويتوعد بعمليات انتقامية في مناطق الساحل السوري وريف حماة الشمالي والغربي. استخدم المتحدث عبارات تحريضية طائفية تثير المخاوف من تصعيد خطير في خطاب الكراهية الذي يهدد النسيج الاجتماعي ويزيد من حدة الانقسامات.
تحذير من خطر تصاعد الخطابات الطائفية
وحذر المرصد السوري من خطورة استمرار تصاعد هذه الخطابات الطائفية التي تفتح الباب أمام مزيد من النزاعات والانقسامات في المجتمع السوري، داعياً الجهات الرسمية والفعاليات المدنية لتحمّل مسؤولياتها في مواجهة هذه الدعوات التحريضية ومحاسبة كل من يروّج للعنف أو الكراهية على أساس الهوية والانتماء.
إحصائيات مروعة لضحايا العنف الطائفي والانتقامي في 2025
وبيّن المرصد أن عدد ضحايا السلوكيات الانتقامية والتصفية في مناطق سيطرة سلطة دمشق منذ بداية عام 2025 بلغ 819 شخصاً، منهم 776 رجلاً، و28 امرأة، و15 طفلاً.
وتوزّع الضحايا على المحافظات كالتالي:
دمشق: 28 ضحية (27 رجلاً، امرأة واحدة)، بينها 6 حالات طائفية.
ريف دمشق: 73 ضحية (72 رجلاً، امرأة واحدة)، منها 13 حالة طائفية.
حمص: 282 ضحية (261 رجلاً، 17 امرأة، 4 أطفال)، منها 133 حالة طائفية.
حماة: 162 ضحية (155 رجلاً، 4 نساء، 3 أطفال)، منها 64 حالة طائفية.
اللاذقية: 86 ضحية (76 رجلاً، 4 نساء، 6 أطفال)، منها 45 حالة طائفية.
حلب: 56 ضحية (56 رجلاً)، حالة طائفية واحدة.
طرطوس: 66 ضحية (64 رجلاً، امرأة واحدة، طفل واحد)، منها 43 حالة طائفية.
إدلب: 16 ضحية (16 رجلاً)، لا حالات طائفية.
السويداء: 4 ضحايا (4 رجال)، منها حالتان طائفيتان.
درعا: 38 ضحية (37 رجلاً وطفل).
دير الزور: 8 ضحايا (8 رجال).
تغاضي سلطة دمشق عن الجرائم الطائفية يفاقم الأوضاع
وفي ظل هذه التصاعدات الخطيرة، يُلاحظ تغاضي واضح من قبل سلطة دمشق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام تجاه هذه الجرائم الطائفية والاعتداءات المسلحة. حيث لم تُظهر السلطة أي خطوات جادة للحد من هذه الانتهاكات أو محاسبة مرتكبيها، ما يُعطي انطباعاً بالتساهل أو حتى الدعم الضمني لهذه الممارسات التي تعمق الشرخ بين مكونات المجتمع السوري.
هذا التغاضي يزيد من معاناة المدنيين ويهدد بشكل مباشر جهود استعادة الاستقرار والأمن في المنطقة، ويبرز الحاجة الملحة لموقف حازم ومسؤول من جميع الأطراف لمنع استغلال هذه الانقسامات الطائفية لأغراض سياسية وعسكرية.
ويشير هذا التصعيد الأمني والتحريض الطائفي في ريف السلمية الشرقي إلى خطورة المواقف الراهنة التي قد تؤدي إلى تفجير الأوضاع في مناطق متعددة، في وقت لا تزال البلاد تعاني من آثار النزاعات والانقسامات العميقة. وتظل الحاجة ماسة لتضافر الجهود المحلية والدولية لاحتواء هذه التوترات، وقطع الطريق أمام أي محاولة لتأجيج الفتنة الطائفية، حفاظاً على السلم الأهلي واستقرار المجتمع السوري.