بينهم د..و..اعـ ـش سابقون.. تعيينات مثـ ـيرة للجـ ـدل في الفرقة 86 بقيادة “أبو حـ ـاتم شـ ـقرا”

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن معلومات حصرية تتعلق بسلسلة من التعيينات الجديدة داخل صفـ ـوف الفـ ـرقة 86 التابعة لما يُعرف بـ”الجيش السوري الجديد”، بقيادة أحـ ـمد الهـ ـايس المعروف بـ”أبو حـ ـاتم شـ ـقرا”، في المنطقة الشرقية من سوريا، وسط موجـ ـة استـ ـياء محلي واتهـ ـامات بغـ ـياب الكفاءة وعودة شخصيات منتمية إلى د..ا..عـ ـش إلى الواجهة.
تعيينات بلا مؤهلات… وعناصر سابقون في “داعش”
وبحسب المعلومات التي حصل عليها المرصد، شملت التعيينات ترقية وتكليف عدد من الأفراد برتب ومناصب عسكرية عليا، رغم افتقارهم للمؤهلات العلمية أو المهنية، إضافةً إلى تعيين عدد من العناصر السابقين في تنظيم داعش ضمن مناصب حساسة في التشكيلة العسكرية، في خطوة وصفت بأنها “ضربة لمصداقية الجيش السوري الجديد” في أعين الأهالي والفاعلين المحليين.
أبرز التعيينات الموثقة:
علي ذباح العلي المحمد العقيدي: تم تعيينه رئيساً لقسم الشؤون الإدارية في اللواء الثالث التابع للفرقة 86.
أيهم عبد الفتاح العبدالله (أبو ليث): عُيّن رئيساً لقسم الإمداد والتموين في اللواء الأول ضمن الفرقة، برتبة عقيد، رغم عدم وجود سجل واضح يثبت خبرته اللوجستية أو مؤهلاته الأكاديمية.
عبدالله حمد الهنيدي العقيدي: تولى منصب ضابط العمليات في اللواء الثالث، برتبة عقيد.
طراد المروح (أبو المغيرة): كُلّف بقيادة أركان الدفاع الجوي (م/ط)، ومنح رتبة مقدم من قبل وزارة الدفاع، على الرغم من عدم حيازته أي شهادة دراسية، حتى على مستوى التعليم الابتدائي.
ردود فعل محلية ومخاوف أمنية
أثارت هذه التعيينات، وفقاً للمرصد، حالة من الغضب والقلق بين الأهالي في المناطق التي تنشط فيها الفرقة 86، خاصة أن بعض المعينين ارتبطت أسماؤهم سابقاً بانتهاكات أمنية أو انتماءات فكرية متطرفة، في مقدمتها الانتماء لتنظيم داعش. ويخشى السكان المحليون من أن تؤدي هذه السياسات إلى تقويض الأمن المحلي وفتح الباب أمام تجاوزات جديدة.
المرصد: ضرب لمفهوم المؤسسة العسكرية الوطنية
في تعليقه على هذه التطورات، اعتبر المرصد السوري أن هذه التعيينات تكشف خللاً بنيوياً خطيراً في آلية اتخاذ القرار داخل الفرقة 86، وانحرافاً عن مبادئ المهنية والمساءلة، حيث أصبحت التعيينات خاضعة لـ”المحسوبيات والانتماءات السابقة” على حساب الكفاءة والخبرة والنزاهة.
دعوات للإصلاح وتوحيد المعايير
وختم المرصد بدعوته إلى إعادة النظر بشكل جذري في سياسات التعيين داخل التشكيلات العسكرية العاملة في المنطقة الشرقية، وعلى رأسها الفرقة 86، لضمان بناء جيش وطني حقيقي قادر على حفظ الأمن والاستقرار وقطع الطريق أمام أي محاولات لاختراقه من قبل أطراف ذات خلفيات متطرفة أو أجندات شخصية.
عقوبات أميركية
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على أحمد الهايس، المعروف باسم “أبو حاتم شقرا”، أحد القادة البارزين في صفوف ما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، وذلك على خلفية انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ارتكبها خلال الهجمات التي شنتها تركيا على شمال وشرق سوريا.
ووجاء في بيان وزارة الخزانة أن أبو حاتم شقرا مسؤول مباشرة عن جريمة قتل السياسية الكوردية هفرين خلف، الأمينة العامة لحزب “سوريا المستقبل”، في أكتوبر 2019، وذلك أثناء الهجوم التركي على منطقة رأس العين. وأظهرت تقارير حقوقية، بينها تقارير صادرة عن لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، أن هفرين تعرضت للتعذيب والقتل العمد من قبل شقرا، في جريمة وصفت بأنها “ترقى إلى جريمة حرب”.
وتؤكد هذه العقوبات أن أبو حاتم شقرا يشكل رمزاً للانتهاكات المنظمة التي ارتكبتها فصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من أنقرة، وقد أثارت هذه الجريمة تنديداً واسعاً دولياً ومحلياً، باعتبارها استهدافاً مباشراً لقيادات سياسية مدنية ومحاولة لتصفية الأصوات المعتدلة والمستقلة في شمال سوريا.