بمساعدة تحـ ـرير الشـ ـام… تركيا تقود مجدداً تحـ ـركات خـ ـلايا نائـ ـمة في ديرالزور والرقة باسم “جيـ ـش العشائر”

الشقيقان مصعب وإبراهيم الهفل يقودان تحركات الخلايا بدعم تركيا وسلطة دمشق الجديدة

نشطت مؤخراً تحـ ـركات خـ ـلايـ ـا نائـ ـمة في منطقتي دير الزور والرقة، تستند إلى تنـ ـظـ ـيم ما يُعرف بـ”جيـ ـش العشائر”، وهو تحرك مدعوم من قـ ـوى داخلية وخارجية تسعى لفـ ـرض نفـ ـوذها في شمال وشرق سوريا. ووفق مصادر مطلعة، يقود هذه الخـ ـلايـ ـا “مصعب الهفل”، شقيق إبراهيم الهفل، شيخ عشيرة العكيدات، الذي كان لاعباً بارزاً في دعم النظـ ـام السوري السابق وساعد في تمـ ـكين أجنـ ـدات إيران، قبل أن يفـ ـشل ويهـ ـرب إلى دمشق.

خلفية التنظيم والعلاقة بالنظام السابق

مصادر خاصة أكدت أن إبراهيم الهفل الذي لا يزال مقيماً في دمشق ويقدم خدمات حيوية للسلطة السورية الجديدة، يعمل كحلقة وصل لتسهيل حركة خلايا شقيقه مصعب في مناطق شمال وشرق سوريا. ويُذكر أن إبراهيم الهفل كان قد حاول قبل سقوط النظام السابق، استغلال نفوذه العشائري لإشعال فتنة طائفية بين العرب والكورد، ضمن مخطط يهدف لفرض سيطرة النظام وإيران على المنطقة، لكنه لم ينجح بسبب رفض العشائر العربية دعم هذا المخطط.

التحالف مع داعش وهيئة تحرير الشام

وفي آذار 2025، عُقد اجتماع مهم لتنظيم داعش في منطقة حرستا وعين ترما بريف دمشق، شارك فيه العديد من قيادات التنظيم. في هذا الاجتماع، اتخذ داعش قراراً ببدء هجمات تستهدف مناطق شمال وشرق سوريا.

وبحسب المصادر، كانت هيئة تحرير الشام والاستخبارات التركية على علم تام بهذا الاجتماع، وقد أعلنتا دعمها لهذا القرار. إلا أن تركيا اقترحت تولي إبراهيم ومصعب الهفل قيادة هذه الهجمات عبر ما يسمى “جيش العشائر”، مستغلةً علاقاتهم العشائرية لخلق شرخ بين العرب وقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.

أهداف التحركات وأجندات التحريض

وتخطط الاستخبارات التركية أن تُشن هذه الهجمات باسم “جيش العشائر” وليس باسم داعش، في محاولة لتضليل الرأي العام وإظهار أن العشائر العربية تعادي الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار محاولات متكررة لخلق فتنة طائفية بين العرب والكورد، بعد فشل محاولات مشابهة دبرتها تركيا والنظام السوري السابق وإيران في السابق.

وأكدت المصادر أنه تم تكليف المدعو “خليف العنقود”، عضو مجلس العشائر في منطقة الباغوز، بتنفيذ عمليات اغتيال وقنص تستهدف قيادات وشخصيات عشائرية بارزة في دير الزور، واتهام قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي بهذه الجرائم، بهدف تأجيج العداء والتحريض داخل المجتمع العربي.

التحريض الإعلامي وأدواته في خلق الفتنة

وإلى جانب هذه التحركات الميدانية، تلعب وسائل الإعلام الموالية لتركيا وسلطة دمشق الجديدة دوراً حيوياً في تأجيج الصراعات في شمال وشرق سوريا. حيث تقوم تلك الوسائل الإعلامية، بالتنسيق مع شبكات من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بشن حملات تحريض ممنهجة ضد الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، مستهدفة إثارة الفتنة بين العرب والكورد.

وتعتمد هذه الحملات على بث الأكاذيب، وتضليل الرأي العام عبر ترويج روايات ملفقة عن ظلم واحتقار تتعرض له العشائر العربية من قبل الإدارة الذاتية، بالإضافة إلى نشر معلومات مغلوطة عن ممارسات قوات سوريا الديمقراطية، بهدف تقويض الثقة بين مكونات المجتمع.

كما يستخدم الإعلام الموالي لغة تحريضية تستهدف استثارة المشاعر الطائفية والقبلية، وتُظهر التحركات الأمنية والمبادرات السياسية التي تقوم بها الإدارة الذاتية كتهديد وجودي للعرب، في محاولة واضحة لتهيئة الأرضية الاجتماعية والسياسية لتحركات “جيش العشائر” والخلايا النائمة، وبالتالي تكرار سيناريو الفتنة الطائفية التي حاول النظام السابق وإيران وتركيا فرضها سابقاً دون نجاح.

ويشار أن هذه التحركات تأتي في سياق معقد من التدخلات الخارجية والمحلية التي تسعى لإعادة رسم خريطة النفوذ في سوريا على حساب الأمن والاستقرار. مما يستدعي تضافر جهود أبناء المنطقة لمواجهة هذه التهديدات، وفضح الخلايا النائمة ومشغليها الذين يحاولون النيل من الاستقرار والأمن الذي تعيشه المنطقة.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى