العالم والشرق الاوسط

قمة طهران حفظ ماء وجه أردوغان وإشتعال لغضب واشنطن

فبينما يهدد أردوغان، الغرب مرة أخرى بالوقوف في وجه انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو، اتّجه إلى طهران للقاء بوتين الذي يعاديه الغرب اليوم أكثر من أي وقت مضى منذ انتهاء الحرب الباردة في تطوّرات أشعلت موجة جديدة من الغضب الأميركي ضد أردوغان.

والثلاثاء الماضي، اختتمت أعمال القمّة الثلاثية التي جمعت الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والتركي أردوغان في طهران، والتي عُقدت بالتزامن مع تصاعد وتيرة التهديدات التركية بشنّ عملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية.

وجدّدت مشاركة أردوغان في قمة طهران الانتقادات الأميركية للمواقف التركية، حيث كتب أعضاء الكونغرس في رسالة قادها النائبان “كريس باباس” و “نيكول ماليوتاكيس” للرئيس الأميركي، جو بايدن: “لقاء أردوغان ببوتين ورئيس يرسل رسالة جديدة واضحة للبيت الأبيض حول ضرورة عدم الوثوق بالمواقف التركية والامتناع عن إرسال أي معدّات عسكرية لتركيا”.

وقال المحلل السياسي السوري نصر اليوسف لوكالة نورث برس المحلية، أن تركيا لم “تحصل على الضوء الأخضر، لشن عمليتها العسكرية في شمال سوريا، وحفظاً لماء الوجه أعرب الطرفان الروسي والإيراني عن تفهمهما للهواجس الأمنية التركية، وهذا لا يعني أبداً إعطاء الضوء الأخضر”.

وفي تقيمه لنتائج القمة الثلاثية لرؤساء إيران وروسيا وتركيا، وجد اليوسف أنها كانت جيدة من ناحية العلاقات الثنائية بين الأطراف الثلاثة”.

ولكن فيما يخص القضية السورية كانت” صفر” على حد قوله، وأضاف أنه، لا أحد كان “يتوقع أن تسفر هذه القمة عن أي شيء يخص السوريين، وهذا ليس تقييماً سلبياً، وليس ضرباً من ضروب التسخيف بالنتائج، ولكن من خلال نتائج كل الاجتماعات السابقة حتى اللجنة الدستورية بما في ذلك طرفي أستانا وجنيف، كلها محصلتها صفر”.

من جانبه، يقول مايكل مولروي، مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لمكافحة الإرهاب، للوكالة ” إن تركيا تستخدم عضويتها في الناتو للمراهنة على ملفات لا علاقة لها بالناتو وأولويات الحلف في هذا التوقيت”.

ويضيف أن دول حلف الناتو تخشى اليوم من إمكانية إقدام روسيا الهجوم على مناطق جديدة في أوروبا ولذلك ترغب بضم السويد وفنلندا إلى الحلف، بينما ترغب تركيا اليوم بعرقلة العملية المستمرة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

ويشير مولروي، إلى أن مسألة الشراكة مع قوات سوريا الديموقراطية “قسد” لا تزال مدعومة أميركياً على مستوى صناع القرار والمشرعين في الكونغرس، كونها كانت واحدة من أنجح عمليات مكافـ.ـحة الإرهـ..ـاب التي قامت بها الولايات المتحدة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر مؤكداً أن “قسد” كانت جزء أساسي من هذا النجاح.

وفي هذا السياق، طالبت صحيفة “واشنطن تايمز”، بايدن والكونغرس الأميركي بالامتناع عن بيع طائرات إف – ١٦ لتركيا حيث يستخدمها الجيش التركي لقصف “قسد” التي أثبتت أنها شريك موثوق في قتال التـ.ـطرف والإرهـ.ـ.ـاب متمثلاً بـ”داعش”.

وأضافت الصحيفة، أنه في الوقت نفسه تثبت تركيا بأنها باتت تشكل تهديداً لأهداف أميركا في محاربة الإرهاب بالإضافة إلى تهديدها لمصالح اليونان وهي حليف هام لأميركا.

وعلى الرّغم من الشجب الأميركي لتحركات أردوغان الأخيرة، فإنه عاد من طهران خالي الوفاض بعد ممانعة روسية وإيرانية شديدة اللهجة للعملية العسكرية التركية، لتتراجع لهجته تجاه اقتراب تنفيذ العملية العسكرية في الشمال السوري ويشير إلى أنّها ستبقى على الأجندة.

ويفسّر الدكتور محمد صالح صدقيان، مدير المركز العربي للدراسات الإيراني، هذا التراجع على أنّه إذعان من أردوغان بأن العملية لن تحدث في الوقت الحالي كما كان يتوعّد قبل أسابيع.

ويشير إلى أن زيارة فيصل المقداد وزير الخارجية لدى الحكومة السورية إلى طهران تأتي لدعم الجهود الإيرانية لضبط الوضع ومنع القوات التركي من الدخول إلى هذه المنطقة الحساسة.

مشاركة المقال عبر