الرئيسية شمال وشرق سوريا

الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا … خدمات رغم الهجـمـ.ـات

يصادف يوم غد السادس من أيلول الذكرى السنوية السادسة لتأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، هذه الإدارة التي تشكلت بتوحيد 7 إدارات ذاتية ومدنية في شمال وشرق سوريا، وقدمت الكثير من الخدمات للأهالي بدءاً من البنية التحتية مروراً بالقطاع الصحي ووصولاً إلى القطاع الزراعي والتجاري، عدا عن قيامها بتوفير فرص عمل لعشرات الآلاف وتوفيرها للاحتياجات الضرورية لتسيير حياة الأهالي.

إن ثورات الربيع العربي التي بدأت في المنطقة عام 2010 بدءا من تونس ضد أنظمة الحكم المستبدة، وصلت إلى سوريا في ربيع عام 2011، ولكن سرعان ما انحرفت هذه الثورة بفعل التدخلات الخارجية خصوصاً من قبل تركيا وقطر، وبذلك أدرك الشعب السوري أن ما يجري هو صراع على السلطة بين طرفين أحدهما سني والآخر شيعي، يخدمان أجندة تركيا وإيران.

ولكن في شمال وشرق سوريا، حافظت الثورة على مبادئها ولم تنضم لأحد من الطرفين، وهذا ما ساهم في تشكيل الإدارة الذاتية عام 2014 كبداية في ثلاثة مناطق كوردية هي الجزيرة وكوباني وعفرين.

ومع تحرير المنطقة من تنـ.ـظيم الـ.ـدولة الإسـ.ـلامية، تشكلت إدارات مدنية في منبج والرقة والطبقة ودير الزور، وبذلك بلغ عدد الإدارات الذاتية والمدنية في شمال وشرق سوريا 7 إدارات.

وبهدف توحيد القرارات في مناطق شمال وشرق سوريا، والقدرة على تنظيم الشعب وتقديم الخدمات له، أقر مجلس سوريا الديمقراطية في مؤتمره الثالث الذي عقد في 16 تموز 2018، بضرورة تشكيل هيكل إداري ينسق الخدمات فيما بين الإدارات الذاتية والمدنية في شمال وشرق سوريا.

وتشكلت اللجنة التحضيرية لتشكيل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بتاريخ 6 أيلول 2018 خلال اجتماع ضم 70 عضواً من مختلف الإدارات في مقر مجلس سوريا الديمقراطية بناحية عين عيسى.

وخلال هذا الاجتماع تم الإعلان عن الإدارة الذاتية التي تتألف من المجلس العام للإدارة الذاتية، المجلس التنفيذي، ومجلس العدالة.

وعلى مدار 4 سنوات، قدمت الإدارة الذاتية ورغم الهجـ.ـمات التي تعرضت لها المنطقة وخصوصاً من قبل تركيا والفصـ.ـائل الموالية لها، إلى جانب مخـ.ـططات الحكومة السورية في ضـ.ـرب استقرار المنطقة من الداخل عبر عمـ.ـلائها وخصوصاً من قبل محافظي الحسكة، إلا أن هذه الإدارة استطاعت تقديم خدمات كثيرة للمواطنين.

ومن أهم الخدمات التي قدمتها هو تحسين البنية التحتية في المنطقة التي ظلت مهمشة طيلة سنوات من قبل الحكومة السورية، فحسنت من أوضاع مياه الشرب رغم التضخم السكاني فيها بعد نزوح مئات الآلاف من السوريين من المناطق السورية الأخرى إليها، وشقت الطرق في الأحياء التي كانت مهمشة تماماً من قبل الحكومة السورية، وفتحت قنوات صرف صحي فيها.

إلى جانب ذلك، بدأت بإعادة إعمـ.ـار المناطق المتـ.ـضررة من هجمات تنـ.ـظيم الـ.ـدولة الإسـ.ـلامية، خصوصاً في كوباني والرقة ومنبج والطبقة ودير الزور، وعملت على توفير الطحين والخبز للأهالي وبأسعار مخفضة مقارنة مع بقية المناطق السورية سواء الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية أو تلك الخاضعة لسيطرة تركيا والفصـ.ـائل الموالية لها.

كما وفرت المحروقات بدرجة كبيرة وبأسعار مخفضة مقارنة مع بقية المناطق، فمثلاً يصل سعر لتر المازوت في مناطق سيطرة تركيا إلى ما يزيد عن 2500 ليرة وفي مناطق الحكومة السورية إلى ما يزيد عن 4000 ليرة، بينما تباع في مناطق شمال وشرق سوريا بسعر 425 ليرة للتر الواحد، وكذلك الحال بالنسبة للبنزين.

إلى ذلك، سهلت الإدارة الذاتية عمليات التجارة من خلال تخفيض نسبة الجمارك على السلع المستوردة وخصوصاً المواد الغذائية، كما منحت تسهيلات للمعامل وشجعت على افتتاحها.

وفي المجال الزراعي وفرت بذار الزراعة والمحروقات والأسمدة للمزارعين، وهذا ما ساعد في زيادة الإنتاج بالمنطقة وخصوصاً في مجال القمح والقطن والذرة، وعملت على افتتاح مصنع لصناعة الزيت النباتي لوضع حد لاحتكار التجار لهذه المادة.

وفي المجال الصحي، أعادت الإدارة الذاتية العديد من المشافي التي تضـ.ـررت نتيجة المـ.ـعارك إلى الخدمة، وافتتحت مستشفيات جديدة، مثل مشفى القلب والعين الذي يعتبر مشفى رائداً في المنطقة من حيث إجراء عمليات القلب المفتوح، كما وفرت أجهزة حديثة مثل أجهزة تصحيح النظر على الليزر وجهاز تفتيت الحصيات في الكلى عدا عن توفير الادوية وحليب الأطفال، وتقديم الأدوية بالمجان في العديد من المراكز الصحية التي افتتحتها في المناطق النائية وتخصيص كادر طبي لها.

ورغم التـ.ـهديدات التركية المستمرة للمنطقة وشن الهجمات عليها، إلا أن الإدارة لم توقف خدماتها، بل واصلت تحسين الواقع الخدمي في المنطقة، ومؤخراً بدأت بشق طريق جديد بين القامشلي والمالكية، كما بدأت بصيانة الطرق في النواحي الواقعة على خطوط الجبـ.ـهة مثل تل تمر وأبو راسين، كما وفرت ما يزيد عن 40 صهريجاً لنقل المياه لأهالي الحسكة بعد أن قطعت تركيا وفصـ.ـائلها مياه محطة علوك التي توفر مياه الشرب لنحو مليون نسمة. ولا تزال الإدارة مستمرة بتقديم الخدمات للأهالي.

مشاركة المقال عبر