سوريا شمال وشرق سوريا

علاقة إبراهيم الهفل مع المـ ـخابرات السورية والمجموعات الإيرانية كشفتها الأحداث الأخيرة في دير الزور

قال المكتب الإعلامي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في بيان نُشر مؤخراً عقب أحداث دير الزور إن شيخ قبيلة العكيدات “إبراهيم الهفل” بات مطلوباً لـ”قسد” بُتهمة “التسبب بالأحداث الأخيرة، وإراقة الدماء، وإشعال الفتنة”.

وتزامن البيان مع هجوم عنيف لـ”قسد” على بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، مسقط رأس الهفل، شرقي سورية.

وقال المكتب في بيانه أن: “المدعو إبراهيم الهفل، وهو (رأس الفتنة)، بات مطلوباً لقواتنا لتسببه في إراقة دماء مقاتلينا وأهلنا وتشريد المدنيين وتخريب المؤسسات الخدمية المدنية، وهناك محاولات إشعال الفتنة بناءً على أوامر من الجهات الخارجية، التي تم وأدها بجهود ووعي شعبنا وأهلنا في دير الزور ووجهاء المنطقة”، مشدداً على أنه: “لن يتم عفو المدعو إبراهيم والمسلحين الدخلاء الذين استجلبهم من غرب الفرات”، على حد تعبيره.

يعتبر إبراهيم الخليل العبود الجدعان الهفل من الشخصيات المثيرة للجدل، حيث يعتبر واحدا من وجهاء قبيلة العقيدات، لم يكن له أي أدوار في عشيرته سابقا، أول ظهور له كان في مدينة دير الزور حينما ترأس وفدا من قبيلته للقاء قيادات أمنية تابعة للحكومة السورية قبيل الهجوم التركي الذي استهدف بلدتي تل أبيض (ريف الرقة) ورأس العين (ريف الحسكة) في (آب / أغسطس 2019) في تلك الفترة كانت المخاوف كبيرة من مغادرة الولايات المتحدة سوريا، فاتجهت بعض العشائر للتودد نحو “الحكومة السورية” لعقد مصالحات ويقال انه التقى في دير الزور بنواف البشير الذي يقود مجموعات تابعة لإيران.

ولم تقتصر لقاءات إبراهيم الهفل مع القيادات الأمنية في أجهزة المخابرات السورية فقط، حيث التقى كذلك بقائد القوات الإيرانية في المدينة، وتم بحث خطوات التنسيق معهم في حال انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، وفي حال بقاء القوات الأمريكية وذلك في الوقت الذي كانت فيه قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي تشهد مظاهرات أسبوعية رافضة لدخول قوات الحكومة السورية وحلفائها الإيرانيين والروس إلى مناطقهم.

ومع تراجع قرار انسحاب امريكا من سوريا، أرسل السفير الأمريكي “جيمس جيفري” رسالة إلى العشائر العربية عبر قوات سوريا الديمقراطية في الرقة ودير الزور أواسط تشرين الأول 2019، مطمئناً إياهم أن القوات الأمريكية والتحالف الدولي ملتزمون بحمايتهم وحماية مناطقهم، اختفى “ابراهيم الهفل” عن المشهد مؤقتا لكنه ظل على اتصال وثيق مع “نواف البشير وحسام لوقا”.

ومؤخراً كشفت أحداث دير الزور حجم التنسيق الكبير بين “الهفل” والمخابرات السورية والمجموعات الإيرانية، حيث التقى في وقت سابق بنواف البشير الذي يتزعم ما يسمى بـ “اسود الشرقية” وهو تنظيم مسلح تابع للمجموعات الإيرانية، وحسام لوقا قائد المخابرات السورية، كما وأن البيان الذي القاه البشير قبيل التصعيد كان واضحا في وقوفه وراءه أعمال التحريض والشغب في دير الزور ودعوته بالهجوم على المقرات الأمنية والإدارية وتخريبها.

وهذا يبين أن إبراهيم الهفل كان يحضر قبل الأحداث لخلق حالة فوضى في المنطقة بالتعاون مع الحكومة السورية وإيران.

مشاركة المقال عبر