آراء وتحليلات

مفرقعات أبو دلو ..

هارون إبراهيم

الوسائل التقنية في الوقت التي تعتبر بأنها مهمة وضرورية فأنها تجرد الفرد مرات عديدة من وظائفه العقلية وحتى الوجدانية من خلال جره لساحات فارغة لا يعرف فيها شيء كما يجهل أسباب وجوده وأن كان ذلك تحت عناوين عريضة فيها الحرص والوطنية والقومية والأخلاق في شكلها الظاهري أقصد. حيث جانب هذه التقنيات تكمن في خطرها من خلال عملية الشد والجذب حتى دون أن يكون للفرد أي هدف، كل شيء من أجل تحقيق
للوسائل هذه أهدافها وغاياتها. في ذات الجهة هناك من يتحد مواقفه في جر البعض لمعارك أفتراضية على هذه الوسائل دون أية أهداف مثالية. كما الحال مع أي حدث يتحول لظاهرة حيث هذه الظاهرة أو هذا الخبر يمرر أو يغطي ما هو أخطر منه في تلك اللحظة. تسوق وتنشر بعض الشركات الخاصة بالأدوية لوجود دواء في السوق له تأثير سلبي على كبار السن ومع إنشغال العالم بتداول الخبر والصور يتم دس السوق الطبية للغايات التجارية بدواء أخطر على صحة الأطفال. النتيجة من حيث الضرر واحدة ولكن هناك الخطر والأخطر.

لنلقي بهذا المثال على واقعنا؛ خلال أيام وساعات قليلة ضاج صفحات الفيس بوك وغيرها من الوسائل بما حدث مع عائلة المدعو أبو دلو في قامشلو، جيد أن يكون هناك رقابة مجتمعية على كل ما هو دخيل على مجتمعهم لكن يلزم الأمر في أن تكون الحيادية متوفرة والحرص على هذا المجتمع هو عام وليس كما الحال في سياسة النعام عند الخطر تطمر رأسها في التراب وعند البحبوحة تحاسب العصافير التي تحط على ظهرها. أو كما يحدث كالمثال الذي تم ذكره في الفقرة السابقة.

لا أدافع عن المدعو أبو دلو بالنهاية هو تاجر وله حساباته، ثم لماذا يتم زج الإدارة الذاتية في موضوعه لطالما هو أحتفل بوصول ثروثه إلى مليار ليرة سورية قبل العام 2011 (أحسبوا مليار ليرة على سعر الدولار آنذاك 45 ليرة، ثم بدون أي تجارة من عام 2011 حتى اليوم ذات المبلغ على سعر الدولار اليوم 2900 ليرة!!!!!!) وأيضاً لا يعمل ضمن أي مؤسسة تابعة للإدارة حتى! أكرر لا أدافع عن الخطأ وأنما اتساءل هذه الجموع المنفعلة التي تؤمن بضرورة صون المجتمع من أية دخائل غريبة.
إذا كان ردة الفعل نابعة من أن صوت المفرقعات خطأ وأرهب الناس فأين هذه الجموع مما يحدث في رأس السنة مثلاً؟ أين هي من موضوع أطلاق الرصاص الحي في الاحتفالات العامة والعائلية وأصابة العشرات من الأطفال سنوياً بهذا الرصاص؟
أين كانت كانت عندما زار أحد المرتزقة الكرد لقبر إرهابي ساهم في قتل وتهجير شعبنا في عفرين؟ لا بل ذهب إلى عفرين المحتلة وكأنه يزور كردستان المحررة! عن عبدالله كدو المرتزق أتحدث.

أين هذه الجموع عند يؤيد المرتزق من الفصيل الرخيص ذاته إبراهيم برو الإحتلال التركي ويتحول لبوق ينفذ ما تعجز عنها تركيا بين الكرد؟ أين هذه الجموع الحريصة من مواقف المجلس الوطني التي حتى اللحظة لم تعارض وجود المحتل في مناطقنا؟

عندما الجموع الحريصة هذه تخرج وتفضح كل ما يهدد مجتمعنا فتلك مسؤولية وحيادية وحس رفيع، نقد هذه الممارسات لا يعني أنك مؤيد للإدارة الذاتية، نقد برو وكدو والمجلس الوطني وأية سياسات أخرى هو حرص على مجتمعك وليس تبعية لأحد لطالما هذا الحرص موجود عندما يكون هناك خطأ لا يناسب المجتمع من قبل الإدارة كحال قانون أملاك الغائبين كذلك تسعيرة القمح والشعير. كل هذا جيد. لكن يجب ألا يكون محصوراً بشيء هناك أمور أخطر منها تستوجب مواقف وحرص مجتمعي على هذه الوسائل التقنية علناً.

مشاركة المقال عبر