سوريا

بين الوعود وعدم التطبيق… أزمة حقيقية تعيشها المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية… والحكومة تقول منذ أسبوعين أن أزمة الأفران تم حلها

تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية أزمة حقيقية في جميع النواحي الاقتصادية ومن ضمنها “الخبز” التي باتت تشكل مشكلة حقيقية في ظل عدم توفر هذه المادة بالكمية المطلوبة وحالات الازدحام الشديدة على الأفران رغم الوعود التي قدمتها الجهات الحكومية السورية حول تقديمها الحلول التي من شأنها تخفيف هذه الظاهرة إلا أن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح، بل وتعارضت تصريحات المسؤولين السوريين فيما بينهم من خلال طرح البعض أن أزمة الأفران قد تم حلها، والبعض الآخر الذي ادعى أن لا وجود ﻷي أزمة أساسا.

وفي متابعة من قبل فريق Fox Press حول هذا الموضوع رصدت قبل أسبوعين تصريحا لمدير فرع المخابز في اللاذقية نافيا وجود حالات ازدحام على الأفران العامة في المحافظة، الأمر الذي لاقى استياءاً شعبياً واسعاً حيال تصريحاته بعدم وجود أزمة، حيث اعتبرها الكثير من الأهالي بأنها مستفزة ومنافية للواقع تماماً في ظل الأزمة الخانقة التي يعانيها المواطن السوري في تأمين الخبز اليومي لأسرته.

وفي سياق متصل أصيب قبل نحو 10 أيام 3 أشخاص إثر شجار على طابور الخبز في منطقة الدويلعة بدمشق.

وبتاريخ العاشر من الشهر الحالي أقدم صاحب أحد الأفران في مدينة دمشق على احتجاز الأهالي أمام الفرن الأمر الذي أدى إلى قيام مدير المخابز “نائل اسمندر” بالرد على تصرف مدير الفرن قائلا:
《تعامل المدير مع الناس وكأنهم عبارةٌ عن قطعان يمكن إغلاق الأبواب عليهم دون أي اعتبارٍ لكرامتهم وإنسانيتهم في لقمة عيشهم، التي من المفروض أن تكون مصانة》.

وفي ذات السياق رصد فريقنا منشورا لأحد دكاترة جامعة “طرطوس” ويدعى “قيس عبود” كتب فيها على صفحته الشخصية حيث يقول:
“موعد الخبز لا يؤجل، كان عندي محاضرة ماجستير أرجأتها لأقف على دور الخبز، لأن الخبز يأتي في العاشرة، واكتشفت أن الخبز أهم من العلم”.وأضاف عبود “بالخبز وحده يحيى الإنسان”، ما أثار جدلاً واسعاً بعد إلغاء محاضرته بسبب وقوفه على دور الخبز.

وبات من الواضح أن أزمة الخبز تتفاقم يوما بعد يوم في أغلب المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية دون أن يكون هناك حلا يلوح في الأفق حيث التناقض في التصريحات بين المسؤولين يؤكد أن التعامل مع الوضع الحرج التي تمر بها المنطقة غير جدية فالتصريح الذي أدلى بها وزارة التجارة الداخلية مؤكدة أن ظاهرة الازدحام تراجعت بعد تنفيذ سلسلة إجراءات، وقول مدير المخابز أنه ليس هناك أي ازدحام على الأفران، ليناقض بذلك تصريح الخبير الاقتصادي السوري د.”شادي أحمد” بقوله أن بواخر روسية محملة بالمشتقات النفطية والقمح في طريقها إلى الموانئ السورية، مع العلم أن هذا التصريح كان قبل أيام ولكن إلى الآن لا يوجد حل يمكن أن ينقذ الوضع.

fox_press

مشاركة المقال عبر