العالم والشرق الاوسط

السدود التركية والإيرانية تسبب جفاف خانق للعراق

راسلت الحكومة العراقية عدداً من المرات كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، انخفض منسوب بحيرة حمرين الاصطناعية الواقعة في وسط العراق إلى مستويات حادّة، وأشار مسؤول عراقي أن السبب يعود إلى قلّة الأمطار وتراجع الواردات المائية من الدول المجاورة.
وبات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في هذا البلد شبه الصحراوي والذي يبلغ عدد سكانه 41 مليون نسمة. وحملت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوب المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات، ويعتبر البنك الدولي أن غياب السياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية. وعلى مرّ السنين، قامت إيران وتركيا ببناء العديد من السدود، مما قلل من مصادر المياه الرئيسية في العراق. ويهدد بناء تركيا لسد على نهر أراس الحدودي مع إيران أيضًا ما يصل إيران من مياه.
وقال مستشار وزارة الموارد المائية عون ذياب “إن بحيرة حمرين الواقعة في محافظة ديالى الحدودية مع إيران تشهد انخفاضاً عالياً بمنسوبات المياه بالتأكيد، وأن الانخفاض الحاد في منسوب المياه بالبحيرة بسبب قلةّ الأمطار في عامي 2021 و2022″، موضحاً أن هذا الانخفاض حصل سابقاً “في العام 2009، حيث جفّت البحيرة بالكامل وتحولت إلى نهر ومجرى مائي”.
وفضلاً عن الجفاف، قال المستشار إن “الجارة إيران اتخذت إجراءات بتغيير مجار وقطع بعض الأنهر وإنشاء سدود، كلها عوامل مؤثرة إضافية”.
ويعد العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصا بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.وأرغم الجفاف ونقص المياه على خفض أراضيه الزراعية إلى النصف في موسم 2021-2022 الشتائي.
وقع العراق وسوريا اللذان يتقاسمان نهري دجلة والفرات، على “الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة للأنهر غير الملاحية العابرة للحدود لسنة 1997″، وتنص الاتفاقية على أن الدول ملزمة باحترام موارد المياه الخاصة بجيرانها وتقاسمها بشكل عادل، لكن الجارتين تركيا وإيران لم تفعّلا الاتفاق

مشاركة المقال عبر