العالم والشرق الاوسط

إيران تستغل أزمة الغاز العالمية لإحياء أنبوب الغاز إلى عمان

ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن وزير النفط جواد أوجي وافق على إحياء مشروع مد خط أنابيب لضخ الغاز الإيراني إلى سلطنة عمان بعد توقف دام نحو عقدين.

وجاء القرار قبل يوم على زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سلطنة عمان وسط توقعات بأن تكون لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، حيث ترى طهران أن فرصة نجاح مشروع إحياء أنبوب الغاز صارت اليوم أقرب إلى التحقق ولن يسعى أحد لعرقلته في ظل أزمة الغاز العالمية، إضافة إلى أن هناك منشآت عمانية يمكن الاستفادة منها خصوصا في تسييل الغاز وضخّه.

وتمتلك إيران أحد أكبر احتياطيات الغاز في العالم. وتتطلع سلطنة عمان إلى الاستفادة من ذلك أملا في تغذية صناعات تستهلك الطاقة استهلاكا مكثفا، فضلا عن تغذية مصانع تصدير الغاز الطبيعي المسال.
ويمثل أنبوب الغاز جزءا من اتفاقية تعاون أوسع عقدت بين عُمان وإيران في 2013، ووُسّعت في 2014، قبل التصديق عليها بالكامل في أغسطس 2015.
وتركزت على استيراد عمان لما لا يقل عن 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا من إيران لمدة 25 سنة بدءا من 2017. وتغيّر الهدف بعد ذلك إلى 43 مليار متر مكعب في السنة لفترة أقصر مداها 15 عاما، ثم أخيرا إلى 28 مليار متر مكعب في السنة على الأقل لمدة لا تقل عن 15 سنة.

حيث جرى تأجيل المشروع لاحقا بسبب خلافات على الأسعار وضغط أميركي على عمان لإيجاد موردين آخرين بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 بين القوى العالمية وإيران وأعادت فرض العقوبات على طهران في 2018.

ويقول مراقبون إن لإيران أهدافا ملحة تتمحور حول السلطنة وتتعلق بالغاز الطبيعي، ترتبط برغبتها في زيادة نفوذها على تلك الدول المستعدة لتوقيع مثل هذه الصفقات وربطها -بشكل متزامن- بشبكة طاقة إقليمية تسيطر عليها، فضلاً عن تمكينها بأن تصبح مصدراً عالمياً للغاز الطبيعي المسال.

وبينما تظهر مسقط توازنا في علاقتها بين الغرب من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى، يثير إحياء خط الغاز شكوكا حول سيطرة صينية وشيكة على الممرات الرئيسية لشحن النفط والغاز من الشرق الأوسط إلى أوروبا والغرب، مع تجنّب طريق رأس الرجاء الصالح الأكثر تكلفة والأكثر صعوبة من الناحية البحرية بسبب محاذاته لجنوب أفريقيا.

مشاركة المقال عبر